الجمعة 15 أغسطس 2025, 14:00

إنشاء مساحة آمنة للجميع: FIFA ينظم ورش عمل تتناول مواضيع الوقاية في المغرب وإنكلترا وباراغواي

  • تُشكّل ورش العمل جزءاً من دبلوم FIFA Guardians للوقاية في الرياضة، وتسعى إلى إنشاء ثقافة وقاية متينة لتعزيز حماية كلّ من يلعب كرة القدم

  • ركّز التعليم على تعزيز مهارات إدارة الحالة وفهم التفاصيل المعقّدة للمقاربة المُتَمحورة حول الضحية

  • شارك ممثلون عن أكثر من 100 اتحاد وطني عضو في FIFA بورش العمل الثلاث في المغرب وإنكلترا وباراغواي

يمثّل لعب كرة القدم للملايين حول العالم الفرصة للاستمتاع وتكوين الصداقات وتعلّم المهارات الحياتية وتحقيق الأحلام. ومن حقهم الاستمتاع باللعبة في بيئة آمنة بغض النظر عن مستواهم الكروي، سواءً أكانوا من الهواة أو المحترفين.

وسعياً منه للارتقاء بمعايير الوقاية في جميع مجالات كرة القدم، أطلق قسم FIFA للوقاية وحماية الأطفال في 2021 دبلوم FIFA Guardians للوقاية في الرياضة. وقد ساعد هذا الدبلوم، المعدّ بالتعاون مع الجامعة المفتوحة وعدد كبير من الخبراء والأكاديميين والعاملين في مجال الوقاية، على رفع معايير الوقاية في الاتحادات الوطنية الأعضاء في FIFA حول العالم.

وفي الأشهر الأخيرة، نظّم FIFA ثلاث ورش عمل في ثلاث مناطق عبر أفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية للمتعلّمين المشاركين في النسخة الحالية من الدبلوم، حيث توفّرت الدروس باللغات الإنكليزية والفرنسية والأسبانية. ورغم الطابع العالمي لورش العمل، صبّ التركيز بشكل خاص على الأطفال والبالغين المعرضين للخطر.

أمّا الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فقد استضافت في الرباط في شهر يونيو/حزيران متعلّمي FIFA الناطقين باللغة الفرنسية في أكاديمية مجمّع محمّد السادس لكرة القدم، مكتب FIFA المعني بقارة أفريقيا. وتألف المتعلّمون الـ24 من ممثلين عن اتحادات وطنية أعضاء في FIFA قادمين من ثلاثة اتحادات قارية وهي الاتحاد الأفريقي لكرة القدم واتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي لكرة القدم بالإضافة إلى مشارك واحد من اتحاد غرب أفريقيا لكرة القدم.

وتخلّل ورشة العمل عروض قدّمها خبراء في مجال الوقاية من مجموعة City Football Group، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والمنظمة المغربية غير الحكومية "بيتي" التي تقدّم خدماتها للأطفال المعرضين للخطر. كما ساهم خبراء آخرون من أفريقيا في البرنامج أثناء زيارة المتعلّمين لنادٍ محليّ لكرة القدم متخصّص في تطوير الشباب.

وفي هذا الإطار، قال ياسين ماودي ماكيتا، أحد المشاركين، ممثلاً الاتحاد الغابوني لكرة القدم: "أتوجه بالشكر إلى FIFA وإلى الخبراء وإلى الجامعة المفتوحة على الدعم الذي قدّموه وعلى تنظيم هذا البرنامج الذي سمح لها بتوسيع معارفنا وبالتعرف على الثقافة المغربية. أتطلّع قدماً لتطبيق كلّ ما تعلّمته، بعدما اطمأنّيت أنه بإمكاني الاتكال على دعم الجميع."

وأضافت شانسيلفي ستالين نغوتيني من الاتحاد الكونغولي لكرة القدم: "استفدتُ في ورشة العمل من خبرات الآخرين وتجاربهم، وقد مدّتني بالأدوات اللازمة للتخطيط لما يجب على اتحادنا الوطني القيام به طوال الأشهر الستة القادمة."

وقبل ذلك وتحديداً في شهر مايو/أيار، شارك 75 متعلّماً من الاتحادات القارية الستة في ورشة العمل المُقدَّمة باللغة الإنكليزية في سانت جورج بارك، مركز كرة القدم الوطني للاتحاد الإنكليزي لكرة القدم في بلدة بورتون أبون ترينت. واعتمدت ورشة العمل الهيكلية نفسها التي طُبِّقت في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وقد شهدت عروضاً قدّمها خبراء في مجال الوقاية من الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم واليونيسيف في المملكة المتحدة، ونادي مانشستر سيتي واتحاد لانكاشاير كاونتي لكرة القدم، بالإضافة إلى شخص تعرّض للإساءة في كرة القدم، وخبير من مجموعة دعم ضحايا الصدمات. كما تخلّل ورشة العمل حلقات نقاش مع عدد من متعلّمي FIFA. وقد تضمّن برنامج ورشة العمل زيارة إلى ملعب الاتحاد الخاص بمانشستر سيتي، حيث نظّم النادي مجموعة من الأنشطة التي تخلّلتها عروض ونقاشات تتمحور حول الوقاية، بالإضافة إلى جولة في الملعب.

وأخيراً وليس آخراً، شارك 11 متعلّماً من الاتحادات الوطنية الأعضاء التابعة لاتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم، واتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم في ورشة العمل باللغة الأسبانية التي عُقدت في مقرّ الهيئة الناظمة لشؤون كرة القدم في أمريكا الجنوبية في لوكي في باراغواي بين 30 يونيو/حزيران و4 يوليو/تمّوز. وأثناء ورشة العمل، استمع المتعلّمون لرسالة مصوّرة من ماريا سول مونيوز ألتاميرانو العضوة في مجلس FIFA، وشاهدوا عرضاً عن إدارة حالة قدّمه أحد الخبراء من المكتب الإقليمي لجمعية Save the Children المعنية بحماية الأطفال في أمريكا اللاتينية والكاريبي. وتم تقديم عروض تقديمية أخرى من قبل متخصصين في حقوق الطفل وحمايته من كوستاريكا وأسبانيا.

كذلك قدّم مدير الوقاية في اللجنة الأولمبية الوطنية التشيلية بعض الدروس المستقاة، بينما شرح وفد من مكتب أمين المظالم الكولومبي المعني ببناء مستقبل أفضل للشباب وحماية الحق بممارسة الرياضة كيفية تعزيز السياسات الرياضية لحقوق الرياضيين والرياضيات بالحماية من التحرش والإساءة أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية.

كما تخلّل برنامج ورشة العمل مشاركة لأشخاص تعرضوا للإساءة في مجال الرياضة، وشاركت حكمة أرجنتينية لكرة السلة تعرّضت لتحرش جنسي قصتها. كذلك قدّم بعض المشاركين في الدورة الذين يعلمون كنقاط اتصال في مجال الوقاية في بلدانهم (الأرجنتين، وكولومبيا، والبيرو) لزملائهم في الدورة فكرة عن التحديات المترتّبة عن إدارة الحالات خلال مسابقات كرة القدم والدروس المستفادة منها.

أمّا الجزء المُنتظر في ورشة العمل باللغة الأسبانية فقد كان الرحلة إلى المركز العالي الأداء لمنتخبات الشباب في اتحاد باراغواي لكرة القدم (CARDIF). وتبع ذلك زيارة إلى الاتحاد حيث شاهد المشاركون في الدورة بصورة مباشرة الجهود الذي يبذلها الاتحاد لإنشاء بيئة آمنة لكرة القدم من خلال التحقيق في حوادث الوقاية ومدّ الضحايا بالعناية والدعم.

وختاماً، قال كارلوس أندريس ألياغا تييز من الاتحاد البوليفي لكرة القدم: "بالنسبة إليّ، أهمّ ما تعلّمته هذه الأسبوع، هو أنّه عليّ إضفاء طابعاً إنسانياً على مقاربتي التي أستخدمها أثناء عملي كمحامٍ."