الثلاثاء 13 مايو 2025, 01:00

"يوم عظيم": باراغواي تستضيف أول فعالية بارزة لأكاديمية FIFA للمواهب في أمريكا الجنوبية

  • وزير التعليم لويس راميريز يؤكد أن هذه الأكاديمية ستساعد مواهب باراغواي على الازدهار في سماء كرة القدم

  • الأمين العام لـ FIFA ماتياس غرافستروم: "هذا يندرج في صلب عملنا"

  • يهدف FIFA إلى إنشاء 75 أكاديمية للمواهب حول العالم بحلول عام 2027 في إطار برنامج تطوير المواهب التابع لـFIFA.

استضافت باراجواي أول حدث بارز لأكاديمية FIFA للمواهب في أمريكا الجنوبية، في مركز CARDIF (مركز الأداء العالي للأقسام التنسيقية)، لإظهار التزام البلاد بتنمية المواهب ومساعدة لاعبي كرة القدم الشباب على على استغلال إمكاناتهم إلى أقصى حد ممكن.

يُذكر أن الأكاديمية تُعد جزءاً من برنامج FIFA لتطوير المواهب، الذي بدأ العمل به في أكثر من 180 اتحاداً عضو عبر العالم، حيث يتيح للاتحادات المشارِكة إرشادات وتوجيهات مبنية على خبرة أشخاص متخصصين في المجالات ذات الصلة، وذلك بهدف منح كل موهبة كروية الفرصة لإبراز إمكاناتها.

حضر الفعالية نائب رئيس FIFA ورئيس اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول)، أليخاندرو دومينغيز، ورئيس الاتحاد الباراغواياني لكرة القدم، روبرت هاريسون، ووزير التعليم والعلوم الباراغواياني، لويس راميريز، والأمين العام لـFIFA، ماتياس جرافستروم، ورئيس تطوير كرة القدم العالمية في FIFA، أرسين فينغر. كما حضر وفد FIFA كلٌ من كيفن لامور، المدير التنفيذي للعمليات في FIFA، وجيل إليس، المديرة التنفيذية لكرة القدم في FIFA، وستيفن مارتنز، المدير الفني لـFIFA.

“وفي هذا الصدد، قال الأمين العام لـFIFA ماتياس غرافستروم في مقابلة بعد الحدث: "لقد خصَّص كل من FIFA واتحاد باراغواي لكرة القدم استثمارات هائلة لبناء هذا المركز"، مضيفاً أن برنامج تطوير المواهب (TDS) تحول إلى حقيقة ملموسة على أرض الواقع.

وتابع: "لقد كانت رؤية مستبصرة، حيث عمل كل من رئيس FIFA جياني إنفانتينو وأرسين فينغر على هذا المشروع، إذ نأمل أن ينعكس برنامج تطوير المواهب على باراغواي من خلال تحقيق الكثير من النجاحات على أرض الملعب في المستقبل. فهذا يندرج في صلب عملنا ويشكل جوهر ما نصبو إليه، وبصفتي أميناً عاماً لـFIFA، لا يمكنني إلا أن أكون في غاية الفخر والاعتزاز".

يُذكر أن الهدف الأسمى من مخطط FIFA لتطوير المواهب يتمثل في إنشاء ما لا يقل عن 75 من أكاديميات النخبة في شتى أنحاء العالم بحلول عام 2027، وذلك بإدارة مشتركة بين الاتحادات الأعضاء المعنية وFIFA، إذ من شأن هذه الأكاديميات - مثل تلك التي تم تدشينها في باراغواي - أن تساعد في ضمان حصول أفضل المواهب الشابة، من الفتيات والفتيان، على أفضل تدريب ممكن والاستفادة من مرافق متطورة، مع نيل الفرصة للعب في بيئة تنافسية. كما من شأنها أيضاً أن تساعد الاتحادات الوطنية الأعضاء على استغلال إمكاناتها إلى أبعد حد ممكن من خلال تحقيق أقصى استفادة من المواهب المتاحة لديها، وهو ما سيساهم بدوره في الارتقاء بمستوى كرة القدم المحلية في مختلف الاتحادات الوطنية المعنية، وهذا ما يتماشى تماماً مع الهدف الأسمى لمشروع تطوير المواهب.

كما يسعى FIFA من خلال هذه المبادرة إلى المساعدة في تعزيز النمو الاجتماعي والشخصي، وتطوير الأفراد من خلال غرس قيم حميدة مثل الانضباط والعمل الجماعي والقيادة من خلال كرة القدم، وضمان تألق اللاعبين واللاعبات على أرض الملعب مع الحرص في الوقت ذاته على نموهم كأعضاء مسؤولين يشكلون جزءاً من المجتمع ويساهمون في تقدمه.

وفي هذا الصدد، قال راميريز: "هناك الكثير من المواهب في باراغواي، ولكنها تحتاج إلى الظروف المناسبة لتحقيق الازدهار المنشود. فإذا كان الشرط الأول مادياً - توفير البنية التحتية والملاعب والكرات وما إلى ذلك -فإن العامل الرئيسي الآخر لتحقيق تطوير شامل يتمثل في إعداد المدربين المناسبين لهذا الغرض". وتابع: "يقوم هذا المشروع على فكرة يلهم من خلالها الرئيس إنفانتينو كلاً من FIFA وعائلة كرة القدم الدولية لفهم أن كرة القدم هي أداة للتنمية الاجتماعية والنمو الشخصي، وهذا ما نحن بصدد إطلاقه اليوم".

وأضاف: "إننا نعيش يوماً عظيماً بحق، لأننا نعطي الفتيات والفتيان الفرصة للازدهار من جهة، ولتحقيق إمكاناتهم الكاملة كرياضيات ورياضيين، وهو ما نسعى إليه بالضبط. فنحن نتطلع إلى إتاحة فرص متساوية. فعندما نحقق تكافؤ الفرص، فإن كرة القدم تصبح أكثر قدرة على المنافسة".

من جانبه، أكد أرسين فينغر أن مثل هذه المبادرات ستعود بالنفع حتى على الدول المعروفة تاريخياً بإنجابها للعديد من المواهب الكروية، حيث قال في هذا الصدد: "لا تزال المواهب متوفرة، لكن الموهبة وحدها لم تعد كافية، إذ تحتاج أيضاً إلى من يصقلها ويطورها إلى أقصى حد ممكن، وهذا هو الهدف والغاية من هذا المشروع".

فحتى الآن، تم افتتاح 33 أكاديمية FIFA للمواهب في مختلف أنحاء العالم، ومن بينها أكاديميتان أخريان في أمريكا الجنوبية، بكل من بوليفيا وبيرو. ويتجلى أحد أبرز أسس النهج الذي يقوم عليه هذا البرنامج في إيفاد عدد من مدربي المواهب المعتمدين لدى FIFA لمشاركة خبراتهم مع المشاركين في مختلف المشاريع المنضوية تحت مظلة مخطط تطوير المواهب، حيث يعيشون ويعملون داخل كل بلد من البلدان المعنية، ويقدمون الدعم المستمر للمدربين المحليين كما يرافقونهم في عملية تطويرهم، وذلك للارتقاء بمعايير التدريب وتعزيز المشهد العام لكرة القدم.

وبينما كان بعض اللاعبين الشباب يشاركون في حصة تدريبية، قالت مونيكا فيرغارا، وهي واحدة من خبراء برنامج FIFA لتطوير مدربي المواهب بأكاديمية FIFA للمواهب في باراغواي: "يمكنكم رؤية مدى إعجابهم وسعادتهم بالفكرة، حيث تنتابهم فرحة كبيرة حيال خوض هذه التجربة وتخيُّل أنفسهم في مثل هذه الظروف مستقبلاً. إنهم يحلمون بتمثيل باراغواي في المحافل الدولية والمشاركة في كأس العالم FIFA، وما تنطوي عليه المباريات الدولية من مراسم وما إلى ذلك. فهُم يُدركون أن كرة القدم تقرب بين العائلات وتوحد القيم وتلامس حقاً الجوانب الأساسية للإنسان. أعتقد بكل صدق أن كرة القدم تُغير حياة الناس والمجتمعات".